مقالات
ما هي إدارة التغيير .. كل ما تريد معرفته عنها
ما هي إدارة التغيير .. كل ما تريد معرفته عنها
نعاصر اليوم عالمًا دائم الحركة والتغيير، وقد يكون التعامل مع التغيير بطريقة ذكية بحيث لا يؤثر على الإنتاج تحديًا كبيرًا. ولذلك تحتاج الشركات من مختلف الهياكل التنظيمية إلى إعداد الخطة الأمثل لمواجهة التغيير وتسخيره من أجل رفعة المنظمة وتقدمها. ولأن بعض أنواع التغيير قد تكون مفاجئة ومزعجة، فإن إعداد خطة التغير تضمن أن طاقم العمل مستعد لمواجهة التغير، بل وقادر على تقديم أداء أفضل.
ما هي إدارة التغيير
إدارة التغيير هي عملية التكيُّف مع التغيير والسيطرة على آثاره بما يخدم مصلحة المنظمة. وتختلف طريقة تطبيق هذه الاستراتيجية باختلاف نوع التغيير الحاصل.
ولذلك، علينا أن نكون على دراية بنوع التغيير الذي نواجهه، لوضع الخطة المثلى لمواجهته.
أنواع التغيير
وفيما يلي الأنواع الرئيسية للتغيير الذي يمكن أن يحدث في مكان العمل:
تغيير كبير على نطاق الشركة: هذا النوع من التغيير يؤثر على الموظفين من كل قسم في المنظمة، ويحدث ذلك عندما تتوقف سياسات الشركة أو بنيتها عن العمل. وللتغلب على ذلك، تحتاج الشركة إلى إعادة هيكلة كل جانب من جوانب الأعمال التجارية لكي تحافظ على قدرتها في المنافسة في السوق.
التغيير التحولي الاستراتيجي:
قد تؤثر التغييرات الطفيفة تأثيراً جزئياً على بعض جوانب الشركة، بينما تعصف التغييرات الضخمة بالمنظمة كاملةً. وبطبيعة الحال، فنحن نبحث عن التغيير الايجابي، ولهذا السبب تحتاج إلى تحديد الهدف ومن ثم تصميم خطة لتحقيقه.
إدخال تكنولوجيا جديدة على المنظمة يعد من الأمثلة على التغيير التحولي الاستراتيجي. عادةً ما يحب الناس الالتزام بما يعرفونه ويعزفون عن المخاطرة وتجربة أساليب حديثة.
ومع ذلك، فإن الغرض من التكنولوجيا هو تسهيل الحياة، ولكن قد تشكل طريقة تطبيقها تحدياً، فليس كل شخص في الشركة على استعداد لقبول هذا التغيير.
إحدى الطرق لحل هذه المعضلة هي عن طريق وضع خطة محكمة تشرح لطاقم العمل سبب أهمية هذه التكنولوجيا وإجراءات التنفيذ المستخدمة، والسبب في أن هذه الطريقة قد تكون أكثر فعالية من غيرها.
ولكن الأمر الأكثر أهمية هنا أن ضمان الموظفين أنك ستكون داعمًا لهم طوال فترة تطبيق هذا التغيير.
التغيير الهيكلي:
التعديلات الحاسمة في هيكل الإدارة، وتنظيم الفريق، والمهام المسندة إلى مختلف الإدارات أو العمال أو الفرق كلها أمثلة على التغييرات الهيكلية. ولما كانت هذه التغييرات تمس معظم الموظفين، إن لم يكن جميعهم، فإنها كثيرًا ما تتداخل مع التحسينات التي تركز على الناس.
مثال للتغيير الهيكلي في المنظمة هو تشكيل إدارات أو فرق جديدة. تأكد من أن تدعم موقفك في إحداث تغيير بالحجج والأسباب والتفسيرات الوافية.
التغيير العلاجي:
هو الإجراء الذي تتبعه المنظمة للتعافي أو للتعامل مع عواقب مشكلة ما.
مثال على التغير العلاجي في الشركة هو التعامل مع خسارة المواهب. تجنب الإعلان عن مغادرة الموظف دون توفر إجابات كافية عن الأسئلة التي سيطرحها الموظفون.
توقع الأسئلة التالية: هل سيحل محل الشاغر موظف حالي أم أنه لا زال البحث جاريًا عن مرشحين جدد؟ من سيتولى المسؤوليات ريثما يتم العثور على موظف جديد؟ كيف سيؤثر ذلك على المهام اليومية في الشركة؟
ما هي أهمية عملية إدارة التغيير
تقليل إمكانية حدوث خلل في المشروع:
التغيير يمكن أن يسبب حالة من القلق، خاصة عندما لا يكون الموظفون على إطلاعٍ أولاً بأول. وبتنفيذ خطة لإدارة التغيير، تصبح التغييرات سهلة الإدراك، وليس هناك ما يخل بشكل مفاجئ بتدفق العمل، وذلك لأن كل شيء قد تم تحليله وقياسه بعناية.
تجنب عدم الوضوح:
لديك خطة واضحة، لذلك لا يوجد مكان للارتباك أو الارتباك في العمل. إدارة التغيير توفر لك الإجابات الصحيحة للاستفسارات التي تحدث بسبب التغيير. فعلى سبيل المثال، عندما تغادر موهبة ما.
قد يشعر الزملاء الآخرون بالارتباك والقلق إزاء العملية الجديدة التي يتعين اعتمادها. غير أن إدارة التغيير تعالج هذه الاستفسارات قبل حتى أن يفكر الموظفون بطرحها.
المحافظة على الميزانية:
التغيير مكلف، ولكن إجراء دراسة شاملة توضح الواردات والصادرات. وبهذه الطريقة نتحكم في تكاليف المشروع وفقا لخطة الميزانية المتفق عليها.
تعزيز الاتصال بين أعضاء الفريق:
وجود تغييرات مفاجئة قد يسبب فوضى عارمة، هذه الحقيقة لا مفر منها. غير أن التغيير المنظم يجعل من الممكن للموظفين إقامة اتصالات بناءة يكون فيها كل شيء واضحاً وميسراً.
تقليل التوتر والإجهاد:
فهي عملية منهجية لا وجود للعشوائية فيها. ولذلك قلما تجد ان الموظفون يعانون من التوتر والإجهاد. حيث يدار كل شيءٍ بطريقة ممتازة.
مستويات عملية إدارة التغيير
يمكن رؤية إدارة التغيير على ثلاثة مستويات: الفرد، والمؤسسة، ونطاق العمل، نظرًا لارتباط التغيير بنمو المؤسسة.
إدارة التغيير على المستوى الفردي
وتستلزم إدارة التغيير الفردي فهمًا صحيحًا للتغيير لدى كل موظف. قد يبدي بعض العاملين مقاومة لهذا التغيير، يمكنك مساعدة الموظفين على قبول التغيير والاستفادة منه بسهولة أكبر إذا قمت بتطوير استراتيجية إدارة التغيير التي تساعدهم على الفهم الكامل لكل مرحلة من مراحل العملية الانتقالية.
وتشمل إدارة التغيير على المستوى الفردي ما يلي:
- التعرف على ما يمكن أن يساعد الموظفين على تقبل التغيير بطريقة سلسة و سهلة.
- التعريف بالتحول والأهداف التي تحدث نتيجة التغيير بطريقة واضحة وموجزة.
- المتابعة المستمرة بشأن حالة كل تغيير وتزويد العمال بالتدريب الذي يحتاجون إليه لتحقيق انتقال سلس.
- شرح مزايا التغيير على نطاق الشركة للموظفين لمساعدتهم على قبولها.
إدارة التغيير المؤسسي
يشار إلى الاستراتيجية والأساليب المتبعة لتحقيق التغيير على مستوى المشروع على أنها إدارة التغيير التنظيمي. ومن شأن هذه الطريقة أن تساعد الأشخاص المسؤولين على تنفيذ تغييرات جديدة على نطاق المنظمة بأسرها. وقد يكون من الأبسط إنجاز التحول التنظيمي وترك التدريب الفردي لمديري الإدارات ولقادة الفرق في الأعمال التجارية الأكبر حجمًا.
وفيما يلي بعض أكثر الطرق فعالية لتنفيذ عملية إدارة التغيير التنظيمي:
- تحديد أجزاء المنظمة التي يمكن أن تستفيد من الإصلاح أكثر من غيرها.
- تحديد الأهداف بوضوح.
- تحديد الهدف من العملية.
- معرفة كيفية استجابة الموظفين للتغيير.
- وضع خطة عمل مخصصة يمكن للموظفين اتباعها بسهولة.
- إشراك موظفيك في كل مرحلة من مراحل العملية.
- تشجيع الموظفين على تقديم التوصيات خلال أدائهم مهامهم اليومية.
إدارة التغيير على مستوى نطاق العمل:
تتطلب إدارة التغيير في المنشأة دمج التغيير مع المبادئ الأساسية للمنظمة. ونتيجة لذلك، سيصبح التغيير راسخا في ثقافتها.
يمكن لإدارة التغيير على مستوى نطاق العمل أن تساعد شركتك في تحقيق الأهداف التالية:
- التميز عن منافسين آخرين في السوق بتمكنها من التكيف بسرعة مع ظروف العمل المتغيرة باستمرار.
- تعزيز مواطن القوة الأساسية للمنشأة.
- تحسين كفاءة وفعالية الموظفين.
- مساعدة العمال في تعلم كيفية تحسين أداء العمل في مختلف مراكزهم وقدراتهم داخل المنشأة.
وسواء كان ذلك على المستوى الفردي أو التنظيمي أو على مستوى نطاق العمل، فإن التغيير يؤثر على كل طاقم العمل ويحدث تدريجياً.
إن فهم طريقة عمل استراتيجية إدارة التغيير يُمكن أفراد المنظمة من فهم أهمية النظام في المنظمة. ولكن الأمر ليس بهذه السهولة. عليك مواصلة البحث والدراسة لفهم أهمية توظيف إدارة التغيير.
عالم اليوم معقد ومتنوع وفي تغير دائم، ويمكن لإدارة التغيير أن تساعدك ومنظمتك على تحقيق أقصى استفادة من هذا التغيير.