مقالات

يستند كل خيار تتخذه الشركة إلى استراتيجية معينة. فإذا اختارت الإدارة العليا استراتيجية ضعيفة وصاغتها، سيؤثر ذلك بشكل كبير على فعالية الموظفين في كل قسم داخل الشركة. 

وكما هو معروف فإن مختلف الإدارات لها أهداف مختلفة تسعى إلى تحقيقها بطرق مختلفة، ولذلك يتعين عليها تحديد اتجاه معين لاتباعه. 

ما المقصود بالاستراتيجية في عالم الأعمال؟ 

تتمثل استراتيجية الأعمال التجارية في مجموع جميع القرارات والإجراءات التي تتخذها الشركة لتحقيق أهداف الشركات والحفاظ على مركز تنافسي في السوق. 

وتعتبر الاستراتيجية العمود الفقري للشركات فهي الخطة التي تؤدي لتحقيق الأهداف المنشودة. وأي عيب في هذا المسار قد يؤدي إلى ضياع الشركة في غيابات منافسة السوق الشرسة.  

وباختصار، فإن استراتيجية العمل هي مجموعة محددة من الخطط والأنشطة، والأهداف التي توضح كيفية تنافس الشركة في سوق معينة، أو في أسواق معينة، مع منتج أو مجموعة من المنتجات أو الخدمات. 

وقد يبدو ذلك مهمة سهلة، إلا أن وضع الاستراتيجية ثم تنفيذها قد يكون أمراً شاقاً. 

أهمية استراتيجية العمل: 

هدف بدون خطة هو محض أوهام، ودخولك للسوق بدون استراتيجية مخططة بشكل دقيق ومنطقي سيعرضك للمخاطر. 

ومع تزايد المنافسة، أصبحت أهمية استراتيجية الأعمال التجارية واضحة، وقد حدث نمو كبير في أنواع خطط الأعمال التجارية التي تستخدمها المنظمات.  

دعنا نخبرك لماذا يجب عليك البدء بتصميم استراتيجية حالاً 

• التخطيط: استراتيجية العمل هي أحد مكونات خطة الشركة. فبينما تحدد خطة الشركة الغايات والأهداف، فإن الاستراتيجية تحدد كيفية تحقيق تلك الأهداف. فهي بوصلتك للوصول إلى أي مكان تريد أن تذهب إليه. 

• تحديد نقاط قوتك ونقاط ضعفك: تسمح لك الاستراتيجية بتعلم الكثير عن نقاط قوتك وضعفك الخاصة. وبذلك يمكنك الاستثمار في نقاط قوتك واستخدامها في معالجة نقاط التقصير وحتى إزالتها. 

• زيادة الكفاءة والفعالية: عندما يتم فرز جميع الأدوار وتخصيص جميع الموارد، يمسي كل شيء تحت السيطرة وتصبح العمليات التجارية أكثر فعالية ونجاحاً وتستمتع بنتائج مبهرة على الفور. 

• زيادة القدرة التنافسية: تركز استراتيجية العمل على تحسين نقاط قوة الشركة والاستفادة منها كميزة تنافسية لوضع العلامة التجارية بطريقة متميزة. وهذا يوفر للشركة إحساساً بالهوية ويميزها في أعين المستهلك. 

• كل شيء تحت السيطرة: تحدد استراتيجية العمل المسار الذي يجب اتخاذه والأهداف المؤقتة التي يجب تحقيقها. وهذا يتيح لك التحكم بسهولة في العمليات والتحقق مما إذا كانت تسير وفق الخطة المرسومة. 

مستويات الاستراتيجية الثلاث 

إحدى الطرق لتطبيق استراتيجية معينة بشكل صحيح هي فهم مستوياتها الثلاثة، حيث يساعدك ذلك على تقسيم خطتك إلى مستويات مناسبة، والسماح لك بمواءمة الأهداف على نطاق شركتك من أعلى الهرم الإداري (مستوى المؤسسة) حتى أسفله (المستوى الوظيفي)، كما سيكون لدى المديرين التنفيذيين في منظمتكم وعي أفضل بكيفية تأثير أعمالهم الاستراتيجية على استراتيجية شركتك الرفيعة المستوى. 

ويمكن تصنيف استراتيجيات الأعمال التجارية إلى ثلاثة مستويات 

المستوى 1: مستوى المنظمة 

يجب على الإدارة أن لا تكتفي بتقييم كيفية الحصول على ميزة تنافسية في كل مجال من مجالات العمل التي تعمل فيها الشركة فقط، بل ينبغي لها أيضاً أن تقيّم هذه السبل، بالإضافة إلى معرفة طبيعة العمل التي ستقوم به الشركة في المقام الأول. 

فهو يتعلق باكتشاف كيفية طريقة لدمج مجموعة مثالية من الشركات في شركة واحدة: بمعنى آخر تكوين محفظة. وكثيراً ما تتخذ الإدارة العليا على هذا المستوى قرارات استثمارية وقرارات تفكيك الاستثمارات.  

متى نلجأ لتطبيق هذا المستوى؟ 

لا يلزم هذا المستوى من الاستراتيجية إلا عندما تعمل المنظمة في مجالين أو أكثر من مجالات العمل عن طريق وحدات عمل مختلفة لكل منها مجموعته الخاصة من الخطط على مستوى الأعمال التي يجب إدماجها لوضع استراتيجية متسقة داخلياً على مستوى المؤسسة. ونتيجة لذلك، أصبحت استراتيجية الشركات أكثر شيوعاً في الشركات المتعددة الجنسيات أو التكتلات منها في الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم. 

لماذا يعتبر الاستعانة بهذه الاستراتيجية أمراً مهماً؟ 

يضع مجلس إدارة شركة ما قواعد وعمليات لتحقيق أهداف الشركة الاستثمارية القصيرة الأجل والطويلة الأجل بنجاح. ويتصدى مجلس الإدارة للمخاطر المرتبطة بكل فرصة استثمار جديدة. وهذا يمكّن المنظمة من استباق المشاكل المحتملة ووضع تدابير لتفادي تلك المشاكل. 

المستوى 2: مستوى وحدة الأعمال 

يدرك معظم الناس مفهوم استراتيجية مستوى الأعمال، التي تهتم بالأسئلة "كيف نتنافس؟ و "كيف نحقق ميزة تنافسية دائمة ضد المنافسين؟" وللإجابة على هذه الأسئلة، من الضروري أولاً أن يكون هناك إلمام كامل بشركة ما وبالبيئة المحيطة بها. وعلى هذا المستوى، يمكننا أن نستخدم أطر تحليلية داخلية مثل تحليل سلسلة القيمة ونموذج VRIO، بالإضافة إلى أطر التحليل الخارجية مثل قوات بورتر الخمس وتحليلات PESTEL. 

متى نلجأ لتطبيق هذا المستوى؟ 

تهدف استراتيجية مستوى الأعمال إلى تحقيق ميزة تنافسية عن طريق توفير قيمة فعلية للمستهلكين مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بجهة فاعلة متميزة يصعب محاكاتها في المشهد التنافسي. كما وتستخدم أيضاً لتحديد أساليب واستراتيجيات محددة لكل سوق تشارك فيها المنظمة والكيفية التي ستنفذ بها كل وحدة من وحدات الأعمال التكتيكات المقررة. 

لماذا يعتبر الاستعانة بهذه الاستراتيجية أمراً مهماً؟ 

تسمح هذه الاستراتيجية للأعمال التجارية بتقييم كيفية أدائها، وما هي قدراتها، وما إذا كانت هذه المهارات يمكن أن تساعدها على التوسع. 

المستوى 3: المستوى الوظيفي  

يحاول هذا المستوى الإجابة على سؤال "كيف يمكننا دعم استراتيجية مستوى الأعمال داخل الإدارات الفنية مثل التسويق، الموارد البشرية، الإنتاج، البحث والتطوير؟" وكثيراً ما تستهدف هذه التقنيات زيادة كفاءة العمليات الداخلية للشركة. كما ويشير العاملون في هذه الإدارات إلى "استراتيجيتهم التسويقية" أو "استراتيجية الموارد البشرية" أو "استراتيجية البحث والتطوير" والفكرة هي التوفيق بين هذه الخطط والاستراتيجيات العامة للأعمال التجارية قدر المستطاع. 

متى نلجأ لتطبيق هذا المستوى؟ 

إذا كان يراد لخطة العمل التجاري أن توفر الأشياء للطلاب وللشباب البالغين، على سبيل المثال فينبغي لإدارة التسويق أن تستهدف هؤلاء الأفراد بأكبر قدر ممكن من الدقة عن طريق حملات التسويق عن طريق اختيار مناهج إعلامية (اجتماعية) مناسبة. ومن الناحية التقنية، تتسم هذه القرارات بطابع عملي للغاية فهي لا تدخل في نطاق الاستراتيجية. ونتيجة لذلك، من الأفضل الإشارة إليها على أنها تكتيكات لا استراتيجيات. 

لماذا يعتبر الاستعانة بهذه الاستراتيجية أمراً مهماً؟ 

تسعى الاستراتيجية الوظيفية غالباً إلى زيادة كفاءة العمليات الداخلية للشركات. وكثيرا ما يذكر الموظفون في هذه الإدارات استراتيجية التسويق أو استراتيجية الموارد البشرية أو استراتيجية الابتكار.

وعندما تعمل جميع الإدارات الوظيفية لشركة ما معاً في نفس الاتجاه، فإنها تحقق في نهاية المطاف أهداف الأعمال التجارية والشركات. ولذلك فإن الغرض من الاستراتيجية الوظيفية هو مواءمة هذه الخطط مع استراتيجية الشركة قدر الإمكان. 

موائمة الاستراتيجيات 

كما ذكرنا سابقاً، فإنه من المهم أن تتزامن جميع مستويات الاستراتيجية، سواء كان اتجاه عملها من الأسفل للأعلى أو بشكل أفقي على مستوى المنظمة. وينبغي تقديم التغذية الراجعة من مستوى استراتيجية المنظمة إلى الاستراتيجية الوظيفية والعكس، لضمان أن تعمل المستويات الثلاثة جميعها بشكل متزامن. 

الاستراتيجية وحدها لن تضمن نجاح المنظمة، ولكنها مكان رائع للبدء منه. فبمجرد وضع خطط متينة، يمكن للمنظمة أن تمضي قدماً وتبدأ في تنفيذ تلك الاستراتيجيات. وقد يتطلب الأمر إجراء بعض التعديلات خلال مرحلة التنفيذ.

فينبغي أن تكون على استعداد للقيام بذلك استجابة لردود الفعل من مختلف المستويات ومن البيئة الخارجية - ولكن ينبغي أن تصمم مستويات الاستراتيجية بطريقة تجعل المنظمة تسير على المسار الصحيح لتحقيق أهدافها طويلة الأجل. هنا